آخر الأخبار

الكركم: الفوائد الصحية

الكركم: الفوائد الصحية، التخسيس، المحتوى الغذائي، القيمة الغذائية، وكيفية استخدامه بأمان

يُعَدّ الكركم (Turmeric) من التوابل الشهيرة في المطابخ العربية والآسيوية على وجه الخصوص، حيث يُستخرج من جذور نبات الكركم (Curcuma longa) ويُعرف بلونه الأصفر البرتقالي المميز. عُرِف الكركم منذ القدم بفوائده الطبية والغذائية، واشتهر باستخدامه ليس فقط في تحضير الأطباق، بل في الطب التقليدي والعلاج البديل أيضًا. 

الكركم
الكركم

في هذا المقال، سنتعرّف على أبرز الفوائد الصحية للكركم، دوره في التخسيس، محتواه من العناصر الغذائية، قيمته الغذائية، أفضل طرق استخدامه، ومحاذير تناوله والتداخلات الدوائية المحتملة، بالإضافة إلى الإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة.

1. الفوائد الصحية للكركم

مضاد للالتهابات والأكسدة

يحتوي الكركم على مركّب الكركمين (Curcumin)، وهو العنصر النشط والأساسي، إذ يمتلك خصائص مضادة للالتهابات قد تساهم في تخفيف التهابات المفاصل وآلام العضلات.

يُعَدّ الكركمين أيضًا مضادًا قويًا للأكسدة، مما يساعد في حماية الخلايا من الجذور الحرة ويقلل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة.

دعم صحة الجهاز الهضمي

يُعتقد أن الكركم يحفز إفرازات العصارات الهضمية ويُسهم في تهدئة بعض مشكلات المعدة، مثل الغازات والانتفاخ الخفيف.

قد يساعد في تحسين حركة الأمعاء وتسهيل عملية الهضم بشكل عام.

تحسين وظائف الكبد

تظهر بعض الدراسات أن مركّبات الكركمين قد تساعد في تقليل تراكم الدهون على الكبد وتحسين وظائفه، وتعزيز عملية التخلص من السموم.

تعزيز صحة القلب

بفضل خصائصه المضادة للأكسدة والالتهابات، يُعتقد أن الكركم يساهم في تنظيم مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية، ما قد يساعد في الوقاية من بعض أمراض القلب والأوعية الدموية.

تحسين صحة الدماغ

تشير بعض الأبحاث إلى أن الكركمين قد يدعم وظائف الدماغ ويحسّن الذاكرة، وذلك من خلال المساعدة في تقليل بروتينات الأميلويد المسببة لتلف الخلايا العصبية، وإن كانت هذه الفائدة بحاجة إلى مزيدٍ من الدراسة لتأكيدها.

2. فوائد الكركم للتخسيس

تأثير محتمل في حرق الدهون

أظهرت بعض الدراسات أن للكركمين دورًا محدودًا في تحسين عملية حرق الدهون أو تنظيم عملية الأيض، غير أن الأدلة ليست قاطعة وتتطلب بحوثًا أعمق.

تنظيم الشهية

قد يساعد الكركم في تنظيم بعض الهرمونات المسؤولة عن الشهية ونسبة السكر في الدم، لكنه ليس علاجًا جذريًا لإنقاص الوزن.

التحكم في الالتهابات المرتبطة بالسمنة

يُعتقد أن قدرته على خفض الالتهاب قد تفيد في التخفيف من الآثار المرتبطة بالوزن الزائد، إذ إن الالتهابات المزمنة قد تُبطئ من عمليات حرق الدهون.

ملاحظة: لا يُعتمد على الكركم بمفرده في التخسيس؛ إنما هو عامل مساعد ينبغي دمجه مع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.

3. محتوى الكركم من العناصر الغذائية

الكركمين: يُعتبر المركب الأساسي الفعّال والمساهم الأكبر في الخصائص الصحية للكركم.

الفلافونويدات: تضم فلافونويدات أخرى مثل ديميثوكسي كركمين (Demethoxycurcumin) ذات خصائص مضادة للأكسدة.

المعادن والفيتامينات: يحتوي على نسب بسيطة من فيتامين C وفيتامين E وبعض المعادن كالحديد والبوتاسيوم والمنغنيز، وإن كانت كمياتٍ محدودة بسبب قلة الكمية المستخدمة عادةً.

4. القيمة الغذائية للكركم

فيما يلي أرقام تقديرية لكل 100 غرام من مسحوق الكركم المجفف (مع الإشارة إلى أن الاستهلاك اليومي غالبًا ما يكون بضع غرامات فقط):

السعرات الحرارية: حوالي 354 سعرة حرارية

الكربوهيدرات: نحو 65 غرام (منها ألياف غذائية قرابة 20 غرام)

البروتين: حوالي 8 غرام

الدهون: قرابة 10 غرام

الحديد: حوالي 55 ملغ

المغنيسيوم: نحو 208 ملغ

المنغنيز: حوالي 7 ملغ

تنبيه: نظراً لاستخدام الكركم بكمياتٍ صغيرة (ملعقة صغيرة أو أقل في الوجبة الواحدة)، فإن الاستهلاك الفعلي من السعرات والمعادن يكون أدنى من هذه الأرقام.

5. كيفية استخدام الكركم

في الطبخ

يُضاف مسحوق الكركم إلى الشوربات والصلصات وأطباق اللحوم والخضار، مما يضفي لونًا ذهبيًا ونكهةً مميزة.

يُستخدم بكثرة في المطبخ الهندي والعربي لتحضير الأرز والبرياني والكاري.

شاي الكركم

يمكن نقع نصف ملعقة صغيرة من الكركم المطحون في ماءٍ ساخن لمدة 5–10 دقائق، ثم تصفيته وتحليته بالعسل أو إضافة الليمون.

يُفيد في دعم الهضم ورفع الشعور بالدفء والراحة، كما قد يساعد بشكلٍ بسيط في دعم المناعة.

المكملات الغذائية

تتوفر مكملات الكركمين في شكل كبسولات أو خلاصة مركّزة، حيث تكون الجرعات أعلى من تلك المستخدمة في الطهي.

من الضروري استشارة الطبيب قبل تناول المكملات، خاصةً في حالات مرضية معيّنة أو عند تناول أدوية محددة.

6. محاذير استخدام الكركم ودرجة أمانه

الاستخدام المعتدل

يُعدّ آمناً عند استخدامه كمكوّن غذائي ضمن الكميات الطبيعية في الوجبات.

الإكثار الشديد قد يؤدي لاضطراباتٍ في الجهاز الهضمي أو شعورٍ بالغثيان.

المرأة الحامل والمرضع

لا توجد مشكلات كبيرة عند استخدامه بكميات الطهي، إلا أنه يجب الحذر وتجنب الجرعات العالية (مثل المكملات المركّزة) دون استشارة الطبيب.

مرضى المرارة أو الكبد

قد يزيد الكركم تقلُّصات المرارة أو يسبب مشكلاتٍ في حال وجود حصوات. ينبغي استشارة الطبيب قبل تناوله بشكلٍ مكثف.

الحساسية

رغم ندرة حدوثها، من الممكن أن يعاني بعض الأفراد من تحسُّس تجاه الكركم، ما يُظهر أعراضًا مثل طفح جلدي أو حكّة.

7. التداخلات الدوائية مع الكركم

أدوية خفض السكر

قد يؤثر الكركم بشكلٍ طفيف على مستويات السكر، لذا يُنصح مرضى السكري بمراقبة قياساتهم واستشارة الطبيب.

أدوية مضادة للتخثر

للكركم خواص قد تعزز سيولة الدم (ولو بشكل بسيط)، مما يجعل المراقبة ضرورية عند أخذ أدوية مثل الوارفارين (Warfarin).

الأدوية المضادة للالتهاب

بفضل خصائصه المضادة للالتهاب، قد يتفاعل بشكلٍ محتمل مع بعض مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، وإن كانت التداخلات الخطيرة غير شائعة.

تنبيه: عند وجود حالة طبية خاصة أو تناول أدوية باستمرار، ينبغي استشارة الطبيب قبل تناول مكملات الكركمين أو استخدام كمياتٍ كبيرة من الكركم.

8. الأسئلة الشائعة (FAQs) حول الكركم

هل يساعد الكركم في إنقاص الوزن بشكلٍ مباشر؟

لا يعد عاملًا مباشرًا، لكن قد يساهم في دعم الصحة العامة وتقليل الالتهابات المرتبطة بالسمنة. يجب مزجه مع نظام غذائي وتمارين للحصول على نتائج مستدامة.

كم مرة يمكنني شرب شاي الكركم يوميًا؟

تناول كوب أو اثنين باليوم يُعتبر آمنًا عمومًا. إذا ظهرت أي آثار جانبية، يفضل تقليل الكمية أو التوقف.

هل للكركم أثرٌ ملحوظ في تسكين آلام المفاصل؟

بعض الأفراد يشهدون تحسنًا طفيفًا في آلام المفاصل بسبب خصائصه المضادة للالتهاب، لكن لا يُغني عن الاستشارة الطبية أو العلاجات الموصوفة.

هل بالإمكان استخدام الكركم على البشرة؟

نعم، يدخل الكركم في بعض الوصفات التجميلية المنزلية لتفتيح البشرة أو تقشيرها. لكن يفضل تجريبه على مساحةٍ صغيرة للتأكد من عدم حدوث تحسس.

هل الكركم مرتفع السعرات الحرارية؟

الكركم نفسه منخفض السعرات عند استخدامه بكميات معتدلة، كما أنّ استهلاكه غالبًا ما يكون صغيرًا. تأثيره في إجمالي السعرات اليومية محدود.

الكركم

الكركم بهارٌ مميزٌ بلونه الذهبي ونكهته الغنية، ويمتاز بمركّب الكركمين ذي الخصائص المضادة للالتهاب والأكسدة. يمكن إضافته إلى الأطعمة والمشروبات، حيث يدعم صحة الجهاز الهضمي ويُعتَقَد أنه يساعد بشكلٍ طفيف في تنظيم الوزن عبر المساهمة في التقليل من الالتهاب وتحسين الصحة العامة. لا يُنصح بالاعتماد عليه كحلٍ وحيد لمشكلات الوزن أو الأمراض المزمنة، بل ينبغي اعتباره جزءًا من نظام غذائي متوازن وأسلوب حياة صحي. ومن المهم مراجعة الطبيب عند الرغبة في تناول جرعاتٍ عالية منه خاصةً للمصابين بأمراضٍ مزمنة أو المتناولين لأدوية معينة.

تعليقات